وبعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق شاسعة في العراق وسوريا, عبثت بالممتلكات الدينية وجرفت الأضرحة, وفجرت وأحرقت المواقع المقدسة والكنائس, التي تعود تاريخها لمئات السنين, وتحويلة إلى مقرات للدعوة الإسلامية وسجون.
وتمكن تنظيم داعش الارهابي في بداية 2014 إحكام سيطرته على مدينة الرقة الواقعة شمال وشرق سوريا, بعد معارك مع الجماعات المسلحة الاخرى "جيش الحر" و"جبهة النصرة" التي سيطرت على المدينة عام 2013 خلال اندلاع الثورة السورية في عموم المدن.
وفي عام 2014 أعلن تنظيم داعش مدينة الرقة عاصمة له, وبدأت الانتهاكات بحق الديانات من خلال إنزال الصليب عن الكنائس وحرق المحتويات الدينية وتحويلها إلى مقرات وسجون.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في تشرين الأول 2017, انهاء تنظيم داعش الارهابي في مدينة الرقة, لتعود الحياة تدريجياً إلى المدينة المنكوبة بعد المعارك التي تسببت بدمار بنسبة 90 بالمئة.
وباشر مجلس الرقة المدني بترميم المدينة والاضرحة الدينية وإزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسية فور تحرير المدينة, من خلال اللجان المنبثقة عن المجلس, والتي تعمل بوتيرة عالية لإحياء المدينة مجدداً.
وتعرضت الكنائس في الرقة لدمار كامل بعد زراعة الألغام في أنحاء المدينة قُبيل أيام من إنهاء وجود داعش, فيما يتواجد في المدنية كنيستي الشهداء والسيدة البشارة واللتان تعرضتا لدمار كامل نتيجة تفجير داعش نقاطه العسكرية لإخفاء ملفات كانت تحتوي على معلومات وملفات مهمة للتنظيم.
وفي سلسلة من الاعمار، بدأ مجلس الرقة المدني منذ عام ترميم كنيسة الشهداء للأرمن الكاثوليك الواقعة وسط مدينة الرقة, بعد تعرضها لدمار كامل إثر تحويله إلى نقطة عسكرية من قبل الجماعات الارهابية.
وخلال لقاء أجرته وكالة الفرات للأنباء ANF مع الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في مجلس الرقة المدني أحمد الخضر والذي أكد على عودة التآخي بعد تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش، حيث قال: "أنهت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل قسم الشؤون الدينية بإشراف مجلس الرقة المدني، إعادة تأهيل وإعمار كنيسة الشهداء الواقعة وسط المدينة بعد تدميرها بشكل كامل على يد مرتزقة داعش الارهابيين".
وأضاف الخضر: " بعد تحرير المدينة عام 2017 عملت المؤسسات المدنية على نقل الركام إلى خارج المدينة, وإعادة المرافق الاساسية, وتأهيل المراكز الدينية ودور العبادة بعد تعرضها لدمار كامل خلال المعارك التي شهدتها المدينة.
وتابع: "ونتيجة لمطالبة المكون المسيحي بإعادة إعمار كنيسة الشهداء بعد تدميرها على يد مرتزقة داعش, باشرت ورشات العمل على تأهيل كنيسة الشهداء على محورين, المحور الأول إعادة إعمار الكنيسة وردم النفق البالغ طوله 100م الواصل إلى حديقة الرشيد, حيث وصلت التكلفة إلى 60 مليون ل.س. وبعد انهاء عملية الأعمار، بدأت الورشات العمل على المحور الثاني وهو اكساء الكنيسة, وقدر المبلغ 72 ألف دولار, يمكن لإخواننا الأرمن استلام كنيستهم على أتم جاهزية.
واختتم أحمد الخضر حديثه قائلاً: "مدينة الرقة تشتهر بتمازج المكونات والحضارات منذ مئات السنيين, لا يوجد أي تفرقة عرقية او دينية بين أهالي المدينة.
والجدير بالذكر أن كنيسة الشهداء تعد من أكبر الكنائس في مدينة الرقة, يعود بناؤها إلى عام 559 ميلادية, وتضم المدينة كنائس أخرى تعرضت أغلبها للدمار أثناء سيطرة مرتزقة داعش الارهابيين على المدينة.